على الرغم من اكتسابها لسمعة غير محمودة؛ لاستخداماتها السابقة في الحروب، فإنّ الطاقة النووية تُعد واحدة من أهم مصادر الطاقة النظيفة. وقد حظيت باهتمام في أثناء فعاليات مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في إكسبو دبي بالإمارات.
ويعد "COP29" محطة أساسية للأطراف والمعنيين للتفكير في التدابير اللازمة للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، وإعلان إجراءات جديدة يمكن أن تسهم في تسريع التحول إلى طاقة نظيفة وشاملة خلال هذا العقد.
وخلال فعاليات اليوم الثالث لمؤتمر الأطراف COP29، تم إحراز تقدم نحو مضاعفة القدرة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050، وهو الهدف الذي ركز عليه "اتفاق الإمارات"، بضرورة تسريع الطاقة النووية كجزء من حلول أزمة المناخ؛ إذ تساعد في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.
وخلال فعاليات COP29، انضمت ستة بلدان جديدة -السلفادور، وكازاخستان، وكينيا، وكوسوفو، ونيجيريا، وتركيا- إلى تعهد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) بزيادة القدرة النووية العالمية إلى ثلاثة أضعافها بحلول عام 2050، ليصل العدد الإجمالي إلى 31 دولة.
ويمثل "اتفاق الإمارات" إطاراً عالمياً لتمكين قطاع الطاقة العالمي من تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، مع الالتزام بأهداف طموحة تشمل التحول إلى منظومة طاقة خالية من مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، وزيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة تحسين كفاءة الطاقة، وتسريع نشر التقنيات منخفضة الانبعاثات، مثل الطاقة المتجددة والطاقة النووية وتقنيات التخفيف والإزالة بحلول عام 2030.
لماذا الطاقة النووية؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطاقة النووية خيارًا فعّالًا للحلول المناخية، منها:
1- نوعية الهواء
تُعد الطاقة النووية من أنظف مصادر الطاقة؛ إذ تنتج عن عملية الانشطار التي خلالها يتم تقسيم ذرات اليورانيوم؛ وتُستخدم الحرارة الناتجة عن الانشطار لتوليد البخار المستخدم في تشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء. وفي هذه الحالة، لا تنتج الانبعاثات الدفيئة التي تتسبب في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري من جهة، وتؤثر على نوعية الهواء وجودته من جهة أخرى، ما يُجنب الإنسان العديد من المشاكل الصحية الناتجة عن تلوث الهواء مثل: سرطان الرئة، أمراض القلب والأوعية الدموية وغيرهم.
2- بصمة كربونية أقل
تتميز الطاقة النووية بقدرتها على إنتاج كميات كبيرة جدًا من الطاقة النظيفة على مساحة أقل من الأرض، ما يقلل البصمة الكربونية الناتجة عن المواد اللازمة لبنائها، مقارنة بمصادر الطاقة النظيفة الأخرى.
3- نفايات أقل
يمكن إعادة تدوير النفايات الناتجة عن توليد الطاقة النووية، ما يجعلها أكثر نظافة مقارنة بمصادر الطاقة النظيفة التي تنتج كميات هائلة من النفايات دون معالجة أو إعادة تدوير.
4- نحو صافي الصفر
تُعد الطاقة النووية -كما ذكرنا- هي الأقل في انبعاثات الغازات الدفيئة، ما يجعلها حلًا ملائمًا من حلول أزمة المناخ لتحقيق أهداف اتفاق باريس، التي من أبرزها عدم تجاوز 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة، والوصول إلى هدف صافي الصفر بحلول 2050.
في COP29
اهتم COP28 بإبراز الحاجة الملحة لتعزيز الطاقة النووية، وانطلقت فعاليات COP29، التي تستمر من 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بأهداف كثيرة، ويضع ملف الانتقال نحو الطاقة المتجددة على أجندة أعماله بصورة واضحة، شددت عليها رئاسة المؤتمر. من جانب آخر، يطمح خبراء الطاقة النووية في تسريع العمل على ترسيخ الطاقة النووية في العمل المناخي بصفتها أحد الحلول الواعدة لأزمة المناخ.